وقاية الفاكهة من السرطان محدودة
تأثير الفاكهة والخضراوات قليل في مكافحة السرطانات (الفرنسية-أرشيف)
كان التوجيه السائد في الحياة الصحية يركز على أكل المزيد من الفاكهة والخضراوات للتغلب على السرطان. لكن العلماء الآن اكتشفوا أن الخواص المضادة للتسرطن لهذه الوجبة الغذائية ضعيفة في أحسن الأحوال.
ففي إحدى أكبر وأطول الدراسات الأميركية في العلاقة بين الوجبة الغذائية والمرض القاتل استقصى علماء استهلاك الفاكهة والخضراوات لنحو 400 ألف رجل وامرأة في 10 دول أوروبية من بينها بريطانيا على مدار تسع سنوات تطور لديهم خلالها 30 ألف حالة سرطان.
ووجد العلماء أن أكل 200 غرام إضافي من الفاكهة والخضراوات يوميا قلل الإصابة بالسرطان بنسبة 4%. وأكدت النتيجة وجهة النظر المتشائمة لجمع متزايد من العلماء خلال العقد الماضي بأن التأثير الوقائي للفاكهة والخضراوات ضد السرطان محدود جدا.
وتمثل هذه النتيجة انقلابا هائلا لعشرين عاما مضت، عندما كانت تعتقد تخفيضات محتملة لخطر السرطان بنسبة 50%. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أوصت عام 1990 بتناول خمس وجبات من الفاكهة والخضراوات يوميا.
والسؤال الآن هل صارت هذه التوصية شيئا من الماضي؟ لا. فإن أحدث نتيجة تعتبر بلا شك صفعة خطيرة حيث إنها تنسف إحدى دعائم نمط الحياة الواقي من السرطان. لكن ما زال هناك دليل جيد على أن الفاكهة والخضراوات تقي من أمراض القلب والسكتة الدماغية.
فقد أظهرت التجارب على نفس العدد من الرجال والنساء عدم وجود تأثير حقيقي لتناول الفاكهة والخضراوات على السرطان بينما كانت نسبة الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في الذين يتناولون خمس وجبات يوميا أقل 30% مقارنة بأولئك الذين يتناولون أقل من وجبة ونصف.
وقد بينت دراسات منفصلة أن زيادة استهلاك الفاكهة والخضراوات يقلل ضغط الدم، أحد الأسباب الرئيسية في أمراض القلب.
أما أكبر الدراسات الحالية فقد أكدت الاستنتاج المحبط بأن تناول تفاحة يوميا من غير المحتمل أن ينقذ من الإصابة بالسرطان.
لكن يظل هناك احتمال بأن أطعمة معينة لها تأثيرات وقائية ضد أنواع محددة من السرطانات وأن التأثير العام لوجبة غنية بالفاكهة والخضراوات يكون أكبر لدى من هم أصغر سنا. ومثال ذلك الطماطم التي لها تأثير وقائي ضد سرطان البروستاتا. وهناك كثير من الأطعمة الأخرى تشمل التوت والبروكلي والفراولة بها خصائص مضادة للسرطان.