عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للناس يوما: «ألا أحدثكم بما حدثني الله –تعالى- به في الكتاب؟ إن الله خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين، وأعطاهم المال حلالا لا حرام فيه، فمن شاء؛ اقتنى، ومن شاء؛ احترس فجعلوا مما أعطاهم الله حلالا وحراما وعبدوا الطواغيت، فأمرني الله -عز وجل- أن آتيهم فأبين لهم الذي جبلهم عليه، فقلت لربي أخاطبه: إني إن آتهم به؛ يَثْلَغْ قريش رأسي كما يثلغ الخبزة، فقال: امضه؛ أمضه، وأنفق؛ أنفق عليك، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، وإني سأجعل مع كل جيش بعثته عشرة أمثالهم من الملائكة، ونافخ في صدر عدوّك الرعب، ومعطيك كتابي لا يمحوه الماء، أذكركه نائما ويقظانا، فأبصروني وقريشا هذه؛ فإنهم قد دموا وجهي وسلبوني أهلي وأنا مناديهم، فإن أغلبهم؛ يأتوا ما دعوتهم إليه طائعين أو كارهين، وإن يغلبوني؛ فاعلموا أني لست على شيء ولا أدعوكم إلى شيء»(3