أَغْرَى امْرُؤٌ يَوْمًا غُلَامًا جاهِلًا بِنُقُودِهِ حَتَّـى يَنَالَ بِهِ الوَطَرْ
قالَ: ائْتِنِـي بِفُؤَادِ أُمِّكَ يا فَتَـى وَلَكَ الدَّرَاهِمُ والـجَوَاهِرُ والدُّرَرْ
فَمَضَى وَأَغْمَدَ خِنْـجَرًا فـي صَدْرِها وَالقَلْبُ أَخْرَجَهُ وَعَادَ علـى الأَثرْ
لَكِنَّهُ مِنْ فَرْطِ سُرْعَتِهِ هَوَى فَتَدَحْرَجَ القَلْبُ الـمُضَرَّجُ إِذْ عَثَرْ
نَادَاهُ قَلْبُ الأُمِّ وَهْوَ مُعَفَّرٌ: وَلَدِي حَبِـيبِـي هَلْ أَصَابَكَ مِنْ ضَرَرْ؟
فَكَأَنَّ هَذَا الصَّوْتَ رَغْمَ حُنُوِّهِ غَضَبُ السَّمَاءِ بِهِ علـى الوَلَدِ انْهَمَرْ
فَاسْتَلَّ خِنْـجَرَهُ لِـيَطْعَنَ نَفْسَهُ طَعْنًا لِـيَبْقَـى عِبْرَةً لِـمَنِ اعْتَبَرْ
نَادَاهُ قَلْبُ الأُمِّ: كُفَّ يَدًا، وَلَا تَطْعَنْ فُؤَادِي مَرَّتَـيْنِ عَلَـى الأَثَرْ