امير الغرام Admin
عدد المساهمات : 421 تاريخ التسجيل : 01/03/2011 العمر : 27
| موضوع: من اعتز بغير الله ذل الجمعة سبتمبر 09, 2011 3:28 pm | |
| | بسم الله الرحمن الرحيم
من اعتز بغير الله ذل
الحمد لله مُعزِّ مَنْ اطاعه ، ومُذلّ مَنْ عصاه . أحمده سبحانه حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيه ، كما يُحبُّ ربُّنا ويرضى . وأصلي وأُسلّم على من بعثه ربه هاديا ومُبشّرا ونذيرا ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
أمـا بعـد :.نعم لقد اقتضت حكمة الله أنه ما ارتفع شيء مِن الدنيا إلاَّ وضعه الله
قال مَن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : حقٌّ على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلاَّ وَضَعَه . رواه البخاري .
واقتضت حكمته أنَ مَن اعتزّ بِغير الله ذلّ . روى الإمام أحمد في " الزهد " من طريق عن جبير بن نفير قال : لَمَّا فُتحت قبرص وفُرِّق بين أهلها ، فبكى بعضهم إلى بعض ، رأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي فقلت : يا أبا الدرداء ما يُبكيك في يوم أعزّ الله فيه الإسلام وأهله ؟ قال : ويحك يا جبير ! ما أهون الخلق على الله إذا هُم تركوا أمره ، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمْر الله عز وجل فصاروا إلى ما ترى .
وقال جعفر بن محمد : مَن أخْرَجَه الله مِن ذُلّ الْمَعْصِية إلى عِزّ التَّقْوى أغْنَاه الله بِلا مَال ، وأعَزّه بلا عَشِيرَة ، وآنَسَه بلا أنِيس . وقال يحيى بن أبي كَثير : كَان يُقَال : مَا أكْرَم العِبَاد أنْفُسَهم بِمِثْل طَاعَة الله ، ولا أهَانَ العِبَاد أنْفُسَهم بِمِثْل مَعْصِيَة الله . وقال الحسن البصري : أبَى الله عَزَّ وَجَلَّ إلاَّ أن يُذِلّ مَن عَصَاه .
قال القرطبي : فَمَن طَلَب العِزَّة مِن الله وصَدَقَه في طَلَبها بافْتِقَار وذُلّ وسُكُون وخُضُوع وَجَدَها عِنْده - إن شاء الله - غير مَمْنُوعَة ولا مَحْجُوبَة عنه . قال صلى الله عليه وسلم : مَن تَواضع لله رَفَعه الله . ومَن طَلبها مِن غَيره وَكَلَه إلى مَن طَلَبها عِنده . وقد ذَكَرَ قَومًا طَلَبُوا العِزَّة عند مَن سِواه ، فقال : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) ، فأنْبَأك صَرِيحا لا إشْكَال فيه أنَّ العِزَّة له يُعِزّ بِها مَن يَشاء ، ويُذِلّ مَن يَشاء . وقال : فَمَن كَان يُرِيد العِزَّة لِيَنَال الفَوْز الأكْبَر ويَدخُل دَار العِزَّة - ولله العِزَّة - فَلْيَقْصد بالعِزَّة الله سبحانه والاعْتِزَاز به ، فإنه مَن اعْـتَزّ بالعَبْد أذَلَّه الله ، ومَن اعْـتَزّ بِالله أعَـزَّه الله . اهـ .
ومَن اعتزّ بالكفّار أذلّه الله ، وأذاقه الذلّ والصَّغار على أيديهم ! ذلك أن حكمة الله اقتضَت أن مَن أعان ظالِمَا سلّطه الله عليه . قال الثعلبي : والذين آمَنُوا بألْسِنَتِهم مِن غَير مُوَاطَأة قُلُوبِهِم كَانوا يَتَعَزَّزُون بِالْمُشْرِكِين ، كَمَا قَال تعالى : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) . اهـ . وقال الزمخشري : الْمَذَلَّة والْهَوَان للشَّيْطَان وذَوِيه مِن الكَافِرِين والْمُنَافِقِين . اهـ .
واعتزت أُمَم بِقُوّتَها فأذَلَّها الله ، وأتَى الله بُنْيَانهن مِن القواعد فَخَرَّ عليهم السقف .. (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) ..
|
| |
|